Bienvenue

السبت، 24 ديسمبر 2011

أساليب الدعوة


أساليب الدعوة

إن مناهج الدعوة تظهر في مجموعة الأساليب المستخدمة التي يجمعها نظام واحد، فإن مجموعة الأساليب التي تحرك الشعور والوجدان تمثل المنهج العاطفي، ومجموعة الأساليب التي تدعو الإنسان إلى التفكر والتدبر والاعتبار تمثل المنهج العقلي، ومجموعة الأساليب التي تعتمد على الحس والتجارب الإنسانية تمثل المنهج الحسي، وهكذا...

وسنتناول أمهات الأساليب الدعوية، ونذكر منها أربعة، وأبين تعريفه، ومظاهره، وخصائصه، وبعض المسائل المتعلقة به.

قال تعالى مبينًا أمهات الأساليب الأساسية: ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴾ (سورة النحل، آية: 125).

(أسلوب الحكمة):

تعريفه:

هو الأسلوب الذي يضع الشيء موضعه، ومنها الإصابة في القول والعمل معًا، فيكون أسلوب الحكمة شاملا لجميع الأساليب الدعوية من هذا الوجه.

أهميته وفضله:

· اختيار الله - عز وجل - لنفسه اسم الحكيم، جعل تعليم الحكمة من أبرز أعمال الرسول - صلى الله عليه وسلم -.

· أمر الله بالدعوة بها، قال تعالى: ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ﴾ (سورة النحل، آية: 125).

· جعلها أفضل ما يعطاه المرء، قال تعالى: ﴿ يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ﴾ (سورة البقرة، آية: 269).

· كونها مما يتحاسد عليه في الدنيا، ففي الحديث الشريف: ) لا حسد إلا في اثنتين، ومنه : ورجل آتاه الله حكمة، فهو يقضي بها ويعلمها (.

مظاهره:

تتعدد مظاهر أسلوب الحكمة وتكثر نظرًا لأن الحكمة السداد في القول والعمل.

أ. مظاهر الحكمة في جانب المناهج الدعوية:

1. ترتيب الأولويات، وتقديم الأهم على المهم، كأن يقدم العقائد على غيرها من العبادات والأخلاق.

2. التدرج في تطبيق الأولويات، ولا سيما في معالجة الأشخاص والأوضاع العامة.

3. مناسبة المنهج للأحوال والأعمار والمستويات، فلا يعد المنهج حكيمًا إذا ساوى بين حالة الضعف وحالة القوة.

ب. من مظاهر الحكمة في جانب الأساليب:

1. اختيار المنهج المناسب لتطبيقه في الموقف المناسب والحالة المناسبة، فقد يصلح لحالة من الأحوال ، أو معالجة موقف من المواقف ما لا يصلح لغيره.

2. اختيار الشكل المناسب من أشكال أساليب المنهج المختار، والحكمة تقتضي اختيار الشكل المناسب لكل موقف، فما يقال في الأفراح يختلف عما يقال في الأتراح.

3. اعتماد مراتب الاحتساب وهي: التعريف، ثم الوعظ، ثم التعنيف، ثم استعمال اليد، ثم التهديد، ثم الضرب... قال تعالى: ﴿ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ﴾ (سورة النساء، آية: 34).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق